الرمضاني في قبضة المجانين

ضع كود إعلان هنا

الأحدث

6/recent/ticker-posts

الرمضاني في قبضة المجانين

 

 

 

 

 الرمضاني في قبضة المجانين

إذا غيّر شخص ما قناعاته ومواقفه نحو النظام منتقلا من المعارضة الجنونية إلى الموالاة أو المعارضة الهادئة الإيجابية، فهو متهم عند المجانين والمعاتيه ببيع "الماتش" أو الجُبن والرعب أو البحث عن مزيد من المرقة...

هذا ما يتردّد عن الإعلامي الرمضاني هذه الأيام على ألسن "الشجعان" و"الفرسان" و"الأبطال الأسطوريين".

ليس لديهم أدنى شك في أن الرجل سكنه الرعب فباع وقبض وبدّل "الفيستا".

بجرّة قلم وبدون براهين ولا أدلة سوى أنه لم يعد مجنونا معتوها على طريقتهم.

لا يضعون احتمالات غير ما يُدين ويلحق الشخص بالتهمة والتخوين وقلّة الشرف.

هناك رواية ثانية على المجانين استيعابها واستحضارها:

هناك أشخاص ء قد يكون الرمضاني منهم ء ينطلقون في مراهقتهم الفكرية من قاعدة المعارضة المجنونة ثم تتوسع مداركهم السياسية والفكرية ويعون تعقيدات الأوضاع والحكم أكثر، فيفضلون المحافظة على النسبة الجيدة من الاستقرار والأمن القائم بهما وطنهم، ويقفزون من مراكب المعارضات الحمقاء اللاّواعية بأنها تدفع وطنها نحو التأزيم والتعقيد وتضييع فرص الإقلاع والإصلاح المتدرّجين، وبالتالي يصمتون عما كانوا ينتقدونه لأن عيونهم ترى ما لا تراه عيون المجانين.

وهناك أشخاص ء الكاتب منهم ء كانوا معارضين جذريين، يضخمون كل صغيرة وكبيرة تصدر عن النظام، واستقبلوا بدايات "الربيع العربي" بأحلام وردية، ثم لما شاهدوا كيف تعامل الديكتاتوريون الحقيقيون مع شعوبهم في سوريا وليبيا واليمن، أدركوا أن نظامهم "المخزني" الذي تعامل بهدوء وحكمة وسلمية تامة ء وهو النظام الملكي المسلّح بالمشروعيات التاريخية والدينية والسياسية ء نعمة تجب المحافظة عليها والتمسّك بها، ثم ازدادوا اقتناعا بما جرى في مصر من دماء وفي تونس من عواصف واختلالات أن شعوبنا ومنطقتنا لا يصلح لها إلا التغيير السياسي على مدى قرون وآلاف السنين لأن الفوضى والعمى والهمجية تجري فيها مجرى الدم.

القضية ببساطة: ما دام هناك استقرار وأمن اقتصادي واجتماعي وهامش كبير جدا من الحريات ء يكفي دليلا عليه سماح "المخزن" لمعارضيه الجذريين بممارسة أنشطتهم بل وغضه الطرف عن الشتامين المجانين أمثال أصحاب أغنية "عاش الشعب" ء وما دامت معارضاتنا بين متطرف وأناني ومجنون لا يُرجى من ورائهم تغيير نحو الخير والحداثة والتمدّن، فلا حاجة لانتقاد ميزانية هنا وخطإ هناك، فذلك كله هوامش وجزئيات يغض العقلاء الطرف عنها حفاظا على الجوهر وتمسكا بالأفضل والأنسب.

لماذا لا نضع الاحتمالات ونحن لا نملك البراهين على تخوين الناس واتهامهم في شرفهم؟

لأننا مجانين ومعاتيه أنانيون متعصبون بشكل أعمى لمواقفنا التي لم يقم البرهان على عصمتها أو رجاحتها مقابل مواقف الآخرين.


إرسال تعليق

0 تعليقات