عمود شوف تشوف .......لا تصدقوا هذه النظرات...فالصورة مجرد مؤامرة.......... رشيد نيني

ضع كود إعلان هنا

الأحدث

6/recent/ticker-posts

عمود شوف تشوف .......لا تصدقوا هذه النظرات...فالصورة مجرد مؤامرة.......... رشيد نيني











لا تصدقوا هذه النظرات...فالصورة مجرد مؤامرة
بمجرد ما تشك، وتبدأ في وضع كلامهم محط تساؤل، يسارعون لنعتك بالخروف الذي يتبع القطيع، القطيع الذي يؤمن بنظرية المؤامرة ويفسر كل ما يحدث في العالم على أنه مخططات جاهزة ينفذها أشخاص ظاهرون لكن أصحابها والمستفيدين منها لا أحد يعرفهم. 
بمجرد ما تشك في التقارير الرسمية الصادرة عن منظماتهم الدولية وعن مسؤوليهم الصارمي الملامح والواثقين من أنفسهم تصبح متهمًا بالغباء والسطحية والتفاهة. 
مع أننا عندما صدقنا قصة امتلاك صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل التي بناء عليها هجمت على العراق ثلاثون دولة ودمرته تدميرًا واحتلته، خرج الرئيس البريطاني السابق توني بلير يعتذر بعد فوات الأوان ويقول أن الأمر كان مجرد كذبة. ثم انفكت عقدة الألسن فاعترف كولن باول وبقية العصابة فاتضح أن احتلال العراق كان مؤامرة وأننا كنا مجرد أغبياء انطلت عليهم الحيلة. 
عندما كانت مصلحة أمريكا تقتضي التحالف مع الأفغان لتكسير مخالب الدب الروسي الأحمر، أطلق الإعلام الأمريكي لقب «المجاهدين» على المقاتلين الأفغان، وطلبت الإدارة الأمريكية من الدول العربية الحليفة أن تشجع رعاياها الراغبين في جهاد الكفار الروس الملحدين على التوجه نحو أفغانستان‪.‬
وداخل المساجد المغربية تسربت تحت المعاطف أشرطة فيديو مصورة تسجل عمليات مداهمة المجاهدين الأفغان لدبابات الروس، ونجاحهم في سحق الدب الأحمر بأسلحة بدائية وتقليدية، فخلبت هذه الأشرطة عقول مغاربة كثيرين شدوا الرحال نحو أفغانستان للجهاد، منهم من عاد ومنهم من قضى تحت الثلوج. 
وبالموازاة مع ذلك، خاضت «هوليوود» ووسائل الإعلام الأمريكية حملة لتلميع صورة المجاهدين الأفغان وتقديمهم كمقاتلين من أجل الحرية يتعرضون لحرب إبادة من طرف الشيوعيين الملحدين. 
لكن عندما اقتضت المصلحة الأمريكية القضاء على هؤلاء المجاهدين، حولتهم بسرعة في إعلامها وعبر آلة «هوليوود» الجهنمية إلى إرهابيين. وتحول المجاهدون إلى طالبان، وجاءت هذه المرة طائرات الـ«بي 25» لكي تدك بقنابلها العملاقة أجواف الجبال نفسها التي تساقطت فوقها الطائرات الروسية، فوقع لطالبان مثلما وقع لصدام حسين عندما كان يقاتل إيران لحساب أمريكا والدول العربية النفطية، فعندما اقتضت مصلحة هؤلاء دعم العراق قدمت له الدول الأوربية وأمريكا المال والسلاح، فالجميع كان يريد إيقاف الخطر الشيعي وفكرة تصدير الثورة التي نادى بها الخميني، وحتى عندما استعمل صدام غازات محظورة دوليا في الحرب ضد إيران، صمت الجميع لأن الغاية تبرر الوسيلة‪.‬
وعندما اقتضت مصلحة أمريكا إسقاط صدام حسين من عرشه، اجتاحت القوات الأمريكية العراق، بمساندة الحلفاء وبمباركة من جيران صدام، الذين كانوا يرتجفون خوفا منه ومن بطشه، فاعتقلوه وأخرجوه من الحفرة التي كان يختفي داخلها وضربوه وأهانوه وقدموه لمحاكمة هزلية قبل أن يسلموه إلى ألد خصومه لكي يشنقوه يوم عيد الأضحى أمام أنظار العالم، حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر‪.‬
‪ونحن صدقنا أن ما يحدث في أفغانستان جهاد بين فسطاط الكفر وفسطاط الإيمان، إلى أن اتضح أن الأمر كان مجرد مؤامرة أمريكية قطع الطريق على الصين لكي لا تتمدد نحو أفغانستان واحتياطي المعادن التي يزخر بها باطن أرضها‬.
وكل ما يقع اليوم من حروب في العالم هو إعادة لهذا السيناريو الأزلي للصراع بين الصين وأمريكا حول مقود هذه الحافلة المجنونة التي تسير في المنحدر والتي ليست سوى الكرة الأرضية. 
في ليبيا كنا نعتقد أن الغرب أصبح يتعامل مع القذافي باحترام بعدما شتت أوراق قانون مجلس الأمم المتحدة في تلك الجلسة المشهودة كاشفًا زيف وكذب المنظمة الأممية أمام أنظار العالم. 
ولعل الجميع يتذكر كيف استقبلت هيلاري كلينتون ابن العقيد القذافي في البيت الأبيض استقبال الأبطال، وكيف ظل مجرم الحرب طوني بلير يشتغل كموظف صغير لمصلحة القذافي مقابل راتب وعمولات، وكيف لثم بيرلسكوني يد القذافي بخشوع بالغ، مقدما للشعب الليبي اعتذار الشعب الإيطالي عن سنوات الاحتلال، وكيف اعتذرت سويسرا للقذافي بسبب تطبيقها القانون واعتقالها ابنه الذي عذب خادمه المغربي وضرب زوجته، ورأينا كيف استقبل الرئيس الفرنسي ساركوزي العقيد القذافي في باريس في اليوم العالمي لحرية التعبير، وكيف أقفلت الجمهورية عيونها عن جرائم العقيد من أجل حفنة من الصفقات وبراميل النفط، قبل أن ترسل طائرات الرافال لدك عزيزيته فوق رأسه، والإمساك به داخل وتسليمه لأبناء جلدته لكي يطعنوه حتى الموت ويستعرضوا جثته أسبوعا كاملا لكي يأخذ معها الأطفال صورا تذكارية.
كل ذلك كان مؤامرة للإيقاع به واحتلال بلده واقتسام آبار نفطها. وهاهم اليوم يستعدون للحرب الكبرى التي ستجرب فيها روسيا وأمريكا منظومة أسلحة كل واحد منهما كما لو كانا في معرض مفتوح لبيع الأسلحة. 
اليوم يقولون لنا لا تصدقوا نظريات المؤامرة حول منشأ ومصدر فيروس كورونا. لا تصدقوا أنه خرج من مختبر عسكري لدولة أرادت ضرب اقتصاد دولة منافسة، لا تصدقوا أن الحكاية كلها مؤامرة مدبرة بعناية لإعادة ترتيب المواقع في العالم، لا تصدقوا أننا نريد أن نقضي على ربع سكان الكرة الأرضية ليعيش الباقي بسلام، والدليل أننا نسابق الزمن لكي نصنع لكم اللقاح قبل الخريف المقبل لكي تعيشوا وتتنفسوا بشكل طبيعي. 
لذلك لا تصدقوا أي شيء من هذه الخرافات التي تنبأ بتفاصيلها المملة علماء ورجال أعمال وروائيون قبل عشرات السنين وصنعوا حولها أفلاما تحكي وقائعها كما لو أنها كانت تحدث أمام أعينهم. 
نحن لا نريد أن نكون أغبياء وسطحيين وتافهين لكي نصدق أن كل ما يحدث أمامنا مجرد مؤامرة أو نبوءة عراف. فالجثث التي تدفن في مقابر جماعية حقيقية، وغرف الإنعاش الممتلئة بالعجزة المختنقين حقيقية، والفزع الكبير الذي يمسك بخناق ملايين البشر ويكاد يقطع أنفاسهم من شدة الرعب حقيقي. 
لكننا فقط نريد أن نعيش ونتنفس الهواء بسلام، لذلك فإننا ننتظر بفارغ الصبر وصول يوم الثلاثاء 3 نوفمبر من هذا العام، موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية الـ 59.
دعوه يفوز رجاء، دعوا الأحمق يعود للجلوس فوق مقعده بالبيت الأبيض حتى لا يحرق العالم ويحوله لبيت أسود. 
نحن لا نعتقد أن ما يحدث مؤامرة لربح خمس سنوات إضافية لتصفية كل من يحاول زحزحة أمريكا عن قمرة قيادة العالم، لكن شعاعا من الشك بدأ يتسرب إلينا ويوسوس إلينا أن ما يحدث لنا وللعالم سببه الرغبة الجنونية في المحافظة على الرجل نفسه في المكان ذاته لكي يكمل المهمة الرهيبة التي جيء به لأجلها. 
هؤلاء الناس لا يمزحون ولا يتركون العمل دون إكماله في منتصف الطريق. 
تذكروا أنهم من أجل حسم المعركة مع اليابان لم يترددوا في محو مدينتين من الكرة الأرضية بالقنبلة النووية، تذكروا أنهم لحسم معركة الفلوجة أطلقوا القنابل الفوسفورية، تذكروا أنهم لحسم معركة احتلال القارة الأمريكية أبادوا ملايين الهنود الحمر، تذكروا أنهم استعبدوا السود الذين اشتروهم من أفريقيا وكانوا يشنقونهم في الأشجار ويلتقطون الصور مع جثثهم المتدلية، تذكروا أنهم لازالوا يقتلونهم إلى اليوم ويضعون ركبهم فوق أعناقهم إلى أن ينقطع تنفسهم. 
تذكروا كل ذلك، فهؤلاء الأشخاص الذين يحبسون نفس العالم بركبهم الجبارة، لا يمزحون.
رشيد نيني

إرسال تعليق

0 تعليقات