قصة حب واقعية تزوجتها وفيت بوعدي لها ... الجميع جعل مني أضحوكة ليلة عرسي .. الجميع كان يراها مومسا دفع لها الكثير من شباب الدوار ......... نهاية تراجيدية

ضع كود إعلان هنا

الأحدث

6/recent/ticker-posts

قصة حب واقعية تزوجتها وفيت بوعدي لها ... الجميع جعل مني أضحوكة ليلة عرسي .. الجميع كان يراها مومسا دفع لها الكثير من شباب الدوار ......... نهاية تراجيدية













عاديل ولد الدوار " اخر العشاق بزمن الطاكوس ..
سميتي " عاديل " عمري خمسة وتلاثين عام فلاح وكساب ديال الصردي والثور .. .. .. .. محكوم ب 30 عام ديال لحبس بتهمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد .. .. قتلت مراتي اختي ،، انا كنت كنبغيها ، كانت زوينة .. ..
قاطعته بسرعة : مازال كتبغيها اعاديل .. ؟
أجابني بنظرة تشع حقدا وشرا يُلونها الكثير من الشوق والحب : لا مبقيتش كنبغيها غذراتني في خبارك انا صخط موي لي وصلني هنا .. .. ..
أحاول جمع ماتبقى من صبره الذي رماه على الأرض وهو يبكي بهستيريا اجتمع بها كل كبرياء أبناء دواره الذين تركهم قبل سنوات وهو يركض خلف حبه " كلثوم " .. ..
بداية الحب ..
لكي تتزوج بالدوار عليك أن تطلب من السماء البكاء كثيرا بفصل الشتاء كي تفرح أنت بفصل الصيف .. .. .. ..
بعد زرع الأرض ورقص " طاير بگر " بين جنبات الحقول ليسرق بعض حبات القمح التي يرمي بها الفلاحين من اليمين الى اليسار ويُنظف مكان السنابل التي تُثمر قمحا وشعيرا و " فارينة " وعدس وحمص وفول .. .. .. .. تبدأ السماء بنسج غيومها الملونة أحيانا ، والرمادية بلون ذخان فرن أمي الطيني من حين لاخر ..
بعدها بأسابيع .. يبدأ " النوار والعشلوج وبلعمان ونوارة الشمس " وأزهار الحب الملونة بالأصفر والبنفسجي والأحمر والبرتقالي والأبيض ، تسرق مكانا بجانب السنابل الممتلئة بالأمل والذهب الأصفر .. .. .. .. .. ينضج الذهب الأصفر .. .. تبدأ الات الحصاد بإسقاط أكياس زرقاء وكأنها لون السماء وهِبتها التي تعطف بها علينا كل حرارة صيف .. ..
وسقط عشقي بأول سوق أسبوعي بذلك الصيف ..
رأيت أمامي جسما فاتنا ،، وعينين واسعتين جدا ،، شفتيها المكتنزتين وكأنهما حبتي طماطم طازجة اقتُلعت للتو من الحقول .. .. شعرها كان يميل للون البني بخصلات قوية ظهرت لي من بين طيات منديلها الذي تضعه فقط كي يزيدها جمالا وحشمة ،، جلبابها كان مرسوما فوق جسدها وكأنها من الخيل ، أجل رأيتها كفرس عربي أصيل اركبه بموسم " التبوريدة " وسط أهل الدوار مفتخرا وأمي تُزغرد .. .. ..
ركضت نحوها وكأنني رأيت أشهى فاكهة بالسوق .. .. .. .. تبادلنا النظرات .. وآختلط هوائي بهواءها .. فقاطعته أمها بسرعة .. .. .. .. لم أصبر فسألت أمها من أين أنتم .. أجابتني ب : " بنتي يتيمة وعندي غير هي .. جينا من كازا باش نسكنو فهاد لڤيلاج فيه المعيشة رخيصة " .. .. فنجحت الأم بإقناعي من اليوم الأول .. .. .. .. .. .. .. .. .. قضيت معها عدة شهور .. حكت لي قصة طلاقها بدون أطفال ،، حكت لي عن معاناتها مع بؤس الحياة ،، حكت لي عن حبها للألوان والشمس والبحر والموسيقى والحياة ليلا بالبيضاء .. حكت لي كل شيء عنها ولم تحكي لي شيئا عن نفسها .. !!!!
أحببت كل ماتحبه ..
لبست كل مايروق لها ..
حلقت شعري كما يفعل أبناء المدينة ..
اشتريت هاتفا جديدا لنلتقط الصور معا ..
بعت خرافي وأبقاري .. .. تركت حماماتي ،، أبكيت عيون أمي .. وجعلت أبي ينفر مني .. .. وتزوجتها .. أجل وفيت بوعدي لها وتزوجت حبيبتي " كلثوم " وأنا أرقص بجلبابي الأبيض أمام أعين ابنة عمي التي أحبتني منذ أول دمية صنعتها لها من الطين .. .. .. .. .. .. الجميع جعل مني أضحوكة ليلة عرسي .. الجميع كان يراها مومسا دفع لها الكثير من شباب الدوار الذين قصدو " لڤيلاج " قبلي .. .. .. .. .. لم أرى شيئا سوى وجهها المستدير كقمر يوليوز الذي كنت أراه وأنا مستلقيا فوق سطح منزلنا بالدوار و " تكشيطتها " الخضراء كلون حنائها جعلت منها أميرة الشاوية ورديغة أمام أعيني .. .. ..
مر أسبوع وأسبوعان .. وشهر وشهران .. فطردني أبي بحجة أن زوجتي مكانها ليس بمنزل يعج بإخوتي الشباب .. .. فلم أفهم شيئا غير واجبي اتجاه حبيبتي وحمايتها من كل من يريد تفريقنا .. ..
فقصدنا " لڤيلاج " لنسكن بيت أمها .. .. كان بيتا لا يهدأ ليلا أو نهارا .. .. .. .. بعد أسابيع فهمت أنني دخلت منزلا يعج بتجارة السعادة والشرف والحب .. .. فاشتغلت عاملا بإحدى ضيعات الڤيلاج الصغير .. ثم حارسا به .. وآستمريت بمقاطعة أهلي سنتين .. .. لم تُنجب زوجتي الأطفال ولم أخرج انا من طفل أمي الذي صار يبكي كلما آشتاق لعطر أمه وصدرها ووسادتها و قرنفلها وسواكها وخبزها .. .. .. .. ..
وبيوم .. وبعد أن خسرت آخر ماتبقى لي من كرامتي ورجولتي أمام كل من يتصادف بلقائي من أهلي وأصدقاء دواري ، طلبت مني الطلاق .. ..
فقاطعته متفاجئة وقد سقط القلم من يدي : وعلاش ؟!!!
أجابني مبتسما : أرادت الطلاق من أجله .. أرادت الطلاق كي تُسكت أفواه الجيران وأقربائها ويعيشا قصة حبهما بكل حرية وبدون أن تخاف بكل اخر أسبوع بعد عودتي من عملي ب " لفيرمة " أن يُخبرني أحدهم بسرها الذي تحتفظ به لمدة طويلة وهي تُضاجع عشيقها بنفس المكان الذي تُضاجعني به وتهمس لي بعد أن تأخد أجرة " السيمانة " .. " كنبغيييك اعاديل " .. .. .. .. .. افهمتي الان لماذا كانت تُريد الطلاق ..
سألته بتنهذ : كنتي عارف كلشي علاش سكتي .. ؟
أشعل سيجارته الأخيرة وآبتسم ثم آستنشق نصف الذخان وأخرج منه القليل فقط قائلا : كنت أعلم من أول يوم آلتقيا به .. .. كان وسيما .. ابن المدينة .. يملك المال وسيارة .. ويملك بعض الشيب الذي جعل منه أكثر وقارا وخُبثا مني .. ولكنه أحبها .. عشقها ولا ألومه بذلك فمن يرى كلثوم ولا يُحبها يكون رجلا قاسيا .. فأنا تركت قريتي وأمي وأبي وأهلي ومنزلي من أجلها .. .. وهو كان مستعدا ليترك أطفاله من أجلها .. وأنا لا ألومه .. .. ولن لم ألُمه للآن ..
سألته آخر سؤال : وطلقتيها ياك .. ؟
فقهقه قهقهته التي أخرجها من أعماق اخر شريان يملكه بالقلب قائلا : لا يا أستاذة لم يتبقى لي وقت كي أطلقها .. قتلتها ديريكت .. قتلتها فوق سريرنا .. طعنتها بالقلب الذي لم يعشقني كما عشقتها .. شوهت ملامحها التي بعترث خريطة حياتي .. ثم جلست أحكي لجتثها عن اخر رجل أحب بزمن الطاكوس الذي كان أول وجبة تقاسمها قبل قروووووون وقبل أن يصير من رجل كله فحولة وكبرياء الى عاشق زوجته التي عشقت بعده الكثير وظل صامتا يترجاها بدون كلام أن تعود اليه .. .. .. .. .. .. 

إيمان كرامي

إرسال تعليق

0 تعليقات