جمعة مباركة مسعودة يالالة... رجال الله واقفين معها يالالة

ضع كود إعلان هنا

الأحدث

6/recent/ticker-posts

جمعة مباركة مسعودة يالالة... رجال الله واقفين معها يالالة












  • كنظن بلي راني دوّزت فالدوار من السنوات لي يجعلني نقدر نميز فيه؛ بين بوسّة اليد لي فيها تعبير عن الاحترام والتقدير والترحيب، وبين الأخرى لي تحمل في ثناياها الذل والخضوع والانصيّاع والإنكسار.. سنواتي الطويلة لي قضيتها فالدوار، وأجزم جزما قاطعاً، بلي المرأة القروية البسيطة المُنحدرة من أحداد الدواوير نواحي سيدي قاسم لي باست يد ايفانكا ترامّب، لا تختلف في أي شيء عن نساء الدوار لي كنحدر منه.. متشابهات في كل شيء.. في التقاليد.. وفي الأعراف والبرنامج اليومي نفسه.. في البساطة والعفوية. في القناعة والكفاح عيّنه.. في حبّ الارض والدجاج.. في الكرم والجود.. في إيمانهن الشعبي البسيط.. في صبرهن ومقاومتهن.. متشابهات حتى في الملامح والقسمات.. فالخمسة وثلاثين سنة لي قضيت وسط البادية، كنعتقد عطاتني قدرة نميّز التفاصيل الصغيرة لي كتبدر عن نسوة ضعيفات ومنكسرات، ومن خلالها، نحطها في إطارها الطبيعي ونعطيها اسم مناسب غير ذاك لي كيحاول المتملقون والمتعودون على الخضوغ إعطاءه لها، حتى يجعلوا كل شيء عادي وممتاز وطبيعي..
  • وسط الدوار كاينيبن عيالات يشبهن تلك المرأة، وبما أنهن نسخة واحدة مُنشطرة وموزعة بين رقعٍ جغرافية مختلفة على طول خريطة هذا البلد الحزين، فقبلة تلك المراة ليد ابنة الرئيس البشع والعدواني، قبلة فيها ما فيها من الإنصياع والذل والإنكسار.. عفويتها وتلقائيتها، لا تمحي عنها أنها إذلال لشخص المرأة وكبريائها.. لا تستثنيها من أنها إهانة لقروية بسيطة وعادية، وفرضا استسلمنا لواقع أن إيفانكا في زيارة دعم ومساعدة للساكنة، فهذا لا يشفع لها لأن تذل المراة وتبسط لها يدها مزهوّة بالقبل وهي تلثم الجلد.. 
  • وعلى العموم، ولأن الخنوع تشربناه من حَنفية سنوات الرصاص والدم، وتدريجيا يقلّ، لا بسبب وعينا وطفرتنا المعرفية، بل لحتمية التاريخ وسنن الكون ومتغيرات الزمن، فالمرأة في ردة فعلها معذورة جدا.. هي من جيل انكسر وذرف الكثير من دمّوع الوجع والخوف.. من جيل أرهبه المقدم بسلطته وجبروته.. من جيل أرعبته أسماء المعتقلات السرية أكثر ممّا قد يلقاهُ خلف جدرانها.. من جيل توجّس من أي طرقات قوية على الباب.. من جيل أُجبر على شراء صورة الحسن الثاني وهو يحضن ابنته فرحا بزواجها وتثبيتها بمكان يراه الجميع .. من جيل المخطوفين والمعصوبي الأعين المرحلين لوجهات مجهولة.. من جيل لم يكن أمامه سوى تصديق ما تبثه نشرات أخبار دار البريهي، ومحظوظ من كان له تلفاز، كون الأغلبية الساحقة كانت تلتزم بمتابعة الإذاعة الوطنية وحمد السلطان خوفا من تقارير المقدم السوداء.. من جيل استوطنه الخوف كالسرطان وورثنا نصيباً وفيرا من ورمه.. من جيل جاع واستكان.. ظُلم وشكر.. اُستبيح في ثروته والتجأ للسماء.. من جيل جعلوا لجدران كوخه آذان.. ووخا نبقى نكتب هنا ليوم البعث؛ فلن أنهي، ولن أوفَق، في تشريح ووصف شعور وأحاسيس من عايشوا تلك المرحلة من عمر هذا الوطن المريض..
  • كنظن أني بدوي بشهادة إيزو، وعِشت، ومرجح أن أموت، بين ظهرانيّ الدوار.. وكون والدتي نسخة من تلك المرأة، وحين اعترضنا على انحناءتها مُقبلة يد الشابة الشغوفة بالتبضع، لا بطولة أو تقليلا من شأن البدوية.. فنحن نعلم أن ما تشربّوه خلال تلك الحقبة، لن يزول بسهولة ويسر .. محتاج لقفزة نوعية كبيرة.. دافعنا وغايتُنا، أن لم نكن نريد للعالم أن ينقل مأساساتنا في قبلة .. ربما، ولأني خِلتها لا تختلف عن أمي في شيء.. 
  • رفضت الوضع .. كون - مجرد تخيل أنها والدتي - أزعجني كثيراً وأبكاني ..
  • وهذا ما كان..



إرسال تعليق

0 تعليقات